مكافحة الجوع في العالم، تحدي يواجه الجميع

يعرّف تصريح روما الأمن الغذائي: "إتاحة الإمكانية الجسدية والاقتصادية لكل فرد حتى يحصل في أي وقت على غذاء كاف، صحي، و مغذي، يمكنّه من تلبية حاجياته من الطاقة وإرضاء اختياراته الغذائية بهدف ضمان حياة صحية و نشيطة". منذ الستينيات، ارتفعت الوفرة الغذائية العالمية بشكل كبير، مما كان قد يمكن من تغذية ضعف عدد سكان الأرض الحاليين. و لكن، للأسف، أدت عوامل عدة مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، الدخل غير الكافي، الكوارث الطبيعية، النزاعات، وصعوبة الحصول على الغذاء، إلى منع الفئات الهشة من تلبية حاجياتهم من الغذاء.

في الوقت الحالي، أكثر من 800 مليون شخص في العالم يعانون من حالة مزمنة من سوء التغذية و حوالي 800 مليون لا يستطيعون الحصول على الماء الشروب. كما يعاني 100 مليون طفل، لا تتعدى أعمارهم الخمس سنوات من نقص في الوزن و كل سنة، يؤدي سوء التغذية لدى الأطفال إلى وفاة 2,5 مليون طفل . و يمثل الجوع الخطر الأول في العالم الذي يواجه صحة الإنسان وهو يفتك بحياة أكبر عدد من الأشخاص بالمقارنة مع أمراض الإيدز، و السل والملاريا مجتمعة. تجعل هذه الأرقام المقلقة مسألة مكافحة الجوع و سوء التغذية تحدياّ بحجم الكرة الأرضية. الحق في الغذاء حق لا بد من احترامه للأجيال الحالية و اللاحقة.


تعزيز الاكتفاء الذاتي للمجتمعات لضمان الحق في الغذاء

تحاول سكور إسلاميك فرنس (الإعانة الإسلامية فرنسا) على مستواها تقديم الحلول الملائمة لحاجيات الفئات الاكثر هشاشة، آخذة بعني الاعتبار خصوصيات كل بلد.

ففي السينغال، تمثل هدفنا في تشجيع الساكنة المحلية من تطوير مهاراتها حتى تتمكن من تلبية حاجياتها الغذائية. و لهذا الغرض، تم تنفيذ مشروع القطيع في منطقة تامباكوندا - و هي منطقة تعاني من الفقر الشديد- بهدف مكافحة سوء التغذية لدى الأطفال والمساهمة في تحسين مستوى الأمن الغذائي لدى الأسر الهشة، من خلال تربية الماعز و استهلاك حليب الماعز. أهداف المشروع : توفير حد أدنى من الحق في الغذاء للساكنة القروية، ومن تحسين مستوى الدخل الأسري من خلال استعمال و تسويق منتجات تربية الماشية، و من مضاعفة مردودية وأثر هذا المشروع بما أن كل مجموعة مستفيدة تلتزم بمنح صغار ماعزها الأوائل إلى مجموعات أخرى من الأسر المعوزة، و تعد هذه الطريقة وسيلة فعالة تساهم في تطوير دينامية التضامن المجتمعي.

في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يؤدي الحصار المفروض على السكان إلى عواقب وخيمة على وضعيتهم الغذائية. ففي غزة على وجه الخصوص، يعاني 10% من الأطفال الذين تقّل أعمارهم عن خمس سنوات من تـأخر في النمو، و12,7% من الأعراض المزمنة لسوء التغذية و3,9% من حدة سوء التغذية. يمكّن برنامج سكور إسلاميك فرنس ( الإعانة الإسلامية فرنسا ) لمكافحة سوء التغذية من تحسين مستوى التغذية لدى حوالي 10000 تلميذ من الأحياء الفقيرة في غزة، تتراوح أعمارهم بين 3 و 6 سنوات، فهم يستفيدون من توزيع الحليب والبسكويت المدعّم لتغطية حاجياتهم اليومية من الغذاء. تم صنع هذه المواد الغذائية بنصائح من أطباء مختصين في التغذية، بطريقة تضمن تزويدهم بالبروتينات، والفيتامينات، والمواد الذهنية والعناصر الأساسية للنمو. استطعنا خلال عام واحد من تخفيف التأخير في النمو والأنيميا عند الأطفال المستفيدين.

 

ان للجوع و سوء التغذية آثارا أكثر مأساوية على الفئات الأكثر هشاشة و خاصة الأطفال.


[1] المصدر: المركز العالمي لبرنامج الأغذية ألعاملي- منظمة الأغذية و الزراعة التابعة لألمم المتحدة .